Quantcast
Channel: الخبر |خدمة إخبارية شاملة »يوسف ندا
Viewing all articles
Browse latest Browse all 2

دلالات رسالة يوسف ندا للمصالحة بين الاخوان والسلطة القائمة في مصر

$
0
0

أثارت الرسالة التى وجهها المفوض السابق للعلاقات الدولية فى جماعة الإخوان المسلمين “يوسف ندا” إلى من أسماهم بـ “المخلصين فى الجيش المصري” مطالبا إياهم بإعاده ترتيب أوراقهم والتجاوب مع حقوق الشعب فى استعادة شرعيته المسلوبة ومصالحه العليا، جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة فى الشارع المصري.

وتساءل نشطاء ومراقبون عن أسباب تلك الرسالة وتوقيتها، وإلى أى مدى ستتسبب فى تغيير المشهد الحالى مصر، وهل تضع رسالة “ندا” عبد الفتاح السيسى وقيادات المجلس العسكرى فى مأزق؟ خاصة فى ظل حديث عن تصدع فى الجبهة الداخلية لقيادات الانقلاب العسكري.

وكان يوسف ندا – المفوض السابق للعلاقات الدولية فى جماعة الإخوان المسلمين – قد وجه رسالة نشرتها وكالة “الأناضول” بعنوان “نص رسالة يوسف ندا حول رؤيته لحل الوضع فى مصر”، أكد فيها أن التمسك بالشرعية هى صمام الأمان والطريق لحماية الجيش وكل أبناء مصر جميعا من المصير الذى تحاول القيادات الحالية فى مصر انجراف كل الشعب إليه”.

وحذر ندا خلال الرسالة “كل المخلصين فى مصر من أن الوضع الحالى قد يحول مصر إلى دولة فاشلة أو دويلات بدائية تتحارب مع بعضها، مؤكدا أن كل مصرى يخشى هذا المصير، ويجب أن يكون على استعداد بأن يتخلى عن كثير من حقوقه؛ لينقذ مصر من هذه الزمرة التى لا خلق ولا وطنية لها”.

وشدد ندا على أنه “لا يدعى أن كل قيادات الجيش المصرى فاقدة الوطنية وفاسدة”، لكنه عاد وأكد قائلا: “أقول بوضوح: إن بعض قياداته المتحكمة فيه هى كذلك”.

وأوضح “ندا” فى رسالته على أن مهمة القوات المسلحة فى كل دول العالم هى فقط الدفاع عن الدولة ضد أى عدو خارجي، وليس الدفاع عن الحكومة ضد الشعب الذى يقتطع من قوته ليعزز ويعيل، ويسلح ويجهز هذا الجيش، أما فى مصر فمن آن لآخر تظهر مجموعات من الجيش تكافئ الشعب الذى يطعمهم ويسلحهم بأن ينقلبوا عليه ويسلبوه حريته وقوته، بل ومستقبله ويفرضوا وصايتهم بعنف واستعلاء وقسوة على هذا الشعب الذى يطعمهم من دمه وقوته.

“ندا” يعرض الوساطة للتصالح

وفى إشارة منه على ما يبدو أنه مستعد للوساطة أو المصالحة لإزالة حالة الاحتقان بين جماعة الإخوان المسلمين فى مصر والسلطة القائمة، دون أن يذكر ذلك صراحة؛ حيث أعرب عن “استعداده لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها”.

وبينما لم يظهر حتى الآن أى رد فعل رسمى من قبل السيسى أو حكومته على رسالة “ندا” إلا أن عددا من وسائل الإعلام الخاصة فى مصر والمحسوبة على موالاتها للسلطة الحالية سارعت بكيل الاتهامات لـ “يوسف ندا” بسبب تلك الرسالة، واعتبرت أن “رسالته بمثابة تحريض لمؤسسات الدولة على السيسي”.

فيما لم يظهر بعد أيضا موقف القوى السيساوية من “دعوة ندا” للتوسط فى مصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين والسلطة الحالية، والتى يؤكد مراقبون أن أهم بنودها سيكون عدم وجود “السيسي” فى المشهد.

ومنذ نحو عامين، طرحت أحزاب وقوى سياسية مختلفة وشخصيات دينية وعامة وهيئات دبلوماسية غربية، أكثر من مبادرات للمصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام الحالي، غير أنها لم تظهر للنور، وسط إصرار من الطرفين على أن الأمر “غير قابل للمصالحة”.

ومنذ أيام قال راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية للأناضول، “إذا قدرت الأطراف المعنية بالشأن المصرى أننا يمكن أن نقوم بدور للمصالحة بين الأطراف المصرية فإننا سنكون سعداء بذلك”، متوقعًا أن “تقع وساطة سعودية فى مصر لأن المنطقة فى حاجة إلى تصالح، ومصر كذلك تحتاج إلى تصالح” على حد قوله.

هل من انقلاب على الانقلاب فى الطريق؟

وبالرغم من أن “يوسف ندا” لم يشر صراحة إلى عبد الفتاح السيسى وقيادات المجلس العسكري، إلا أن نشطاء ومراقبون اعتبروا أن مخاطبة قيادى سابق فى جماعة الإخوان المسلمين بحجم “يوسف ندا” لمن يصفهم بالقيادات المخلصة فى الجيش المصري، فى الوقت الذى يتزايد فيه الحديث عن تصدع داخلى فى رأس الانقلاب العسكرى، قد يضع السيسى وقيادات الانقلاب العسكرى فى حرج بالغ.

فيما ربط مراقبون بين رسالة “ندا” وبين الأخبار التى يتم تداولها عن اعتقال الجيش المصرى لنحو 26 ضابطا من القيادات الوسطى خلال الأيام الماضية تحت ذريعة محاولة الانقلاب على السلطة، وهو الأمر الذى يشير إلى وجود صراع مكتوم داخل المؤسسة العسكرية.

وفى سياق مشابه كان موقع “ميدل إيست آي” البريطانى قد ذكر الأسبوع الماضى فى تقرير له وجود توترات بين أركان النخبة الحاكمة فى مصر وجنرالات العسكر.

وأكد الموقع، أن “التوترات التى كانت تغلى تحت السطح بين أركان النخبة الحاكمة فى مصر منذ شهور، خرجت إلى العلن الأسبوع الماضى، وكان نتاجها أن جرى تحذير الفريق أحمد شفيق – المقيم بالإمارات من قبل حكومة السيسى وجهات سيادية – من العودة من منفاه فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وأخبر بألا يسعى فى المستقبل إلى لعب أى دور فى السياسة المصرية”.

كما نشرت صحيفة “هفينجتون بوست” الأمريكية مقالًا للكاتب البريطانى الشهير “ديفيد هيرست”، تحدثت فيه عما وصفه بـ (تساقط اللصوص فى مصر وانهيار أعوان عبد الفتاح السيسي)، بعدما فشل خلال العامين الماضيين، فى بناء قوة سياسية داعمة له، رغم مليارات الخليج، التى وصلت إلى نحو 50 مليار دولار على شكل مساعدات وقروض ومنح وغير ذلك.

وأشار الكاتب إلى “أن البرود بين العاهل السعودى الملك سلمان والسيسي، أصبح حقيقة سياسية، والقادم أكبر من ذلك، لكن دخول الإمارات كذلك كلاعب ضد السيسى أمر جديد، فى ظل الاتهامات الموجهة للفريق أحمد شفيق المقيم بالإمارات، بمحاولة الانقلاب على السيسى بمساعدة جهات داخلية وخارجية”.

وأضاف أن السيسى سيواجه مشكلة كبيرة إذا فقد دعم ولى عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، كما سيفقد دعم الملك سلمان؛ لأن السعودية والإمارات من بين الدول الثلاث التى تمول نظامه.

وتحدث عن أن السيسى وإعلامه يصطدمان حاليًا برجل الأعمال المسيحى نجيب ساويرس؛ لأنه يسعى لتشكيل تحالف يصل من خلاله إلى منصب رئيس الوزراء، وهو الأمر الذى يخشاه السيسي، نظرًا للصلاحيات الكبيرة التى يمنحها الدستور الأخير لهذا المنصب، فضلًا عن منصب وزير الدفاع الذى يتولاه الفريق أول صدقى صبحي، الذى حاول السيسى من قبل الإطاحة به، لكنه فشل.

وذكر أن نصف المجلس العسكرى يشاركون صبحى فى تخوفهم من المسار الذى يجر السيسى مصر إليه، مضيفًا أن هذا إن صح، فإن هناك مشكلة كبيرة تواجه السيسى فى الداخل تلوح فى الأفق من جانب الجيش، ومن جانب رجل الأعمال ساويرس القريب من الكنيسة القبطية، فى وقت يواجه فيه مشكلة خارجية تتمثل فى تواصل السعودية مع الإخوان المسلمين والعلمانيين فى الخارج، وقيام المملكة برد الاعتبار لشعار رابعة العدوية، الذى كان فى عهد الملك الراحل عبد الله يمثل جريمة.

وفى هذا الإطار، عرضت قناة “الجزيرة الإخبارية” تقريرا لها أول الجمعة 11 يونيو، عما أسمته بتصدع الجبهة الداخلية للانقلاب العسكري، وأشارت فيه إلى الصراع الدائر بين شفيق والسيسي.

و فيما يلي نص رسالة “يوسف ندا” كما نشرتها “وكالة” الأناضول :
“إن شعب مصر الذى كانت مطالبه فى يناير2011 خبز، حرية، عدالة اجتماعية، أصبح لا يهمه إلا خبز وعدالة اجتماعية، وكأنه رضى أن يحيا بلا حرية أو أنه أجّل المطالبة بها.

وبما أن القائمين على الدولة غير قادرين على معالجة الأمور الاقتصادية رغم المنح، والقروض، والإيداعات من الدول العربية أو الأجنبية المساندة للحكم الحالى بامتيازات، ونسب فوائد مرتفعة وبيع أملاك مهمة للأمن الوطني، وما زال التاريخ يحدثنا عن الخديوى إسماعيل وصفقاته فى بيع قناة السويس التى حفرتها سواعد وظهور الفلاحين المصريين قبل اختراع آلات الحفر الميكانيكية، وانتهت إلى بيع ورهن أملاك وبنية الدولة من كهرباء ومياه وبنوك ومحاصيل زراعية وغيرها بأبخس الأثمان ولآجال طويلة، حولت الفقراء إلى معدمين، فإن الوضع مرشح للانفجار مرة أخرى، وستكون نتائجه مدمرة لمصر لعقود وهى تنحدر فى طريقها للتحول إلى دولة فاشلة، وما أمر ليبيا وسوريا والعراق واليمن، إلا أمثلة واقعية لم يتصورها أحد من قبل، وقد رأى كل معاصر أنها تبدأ بثورة الجياع ضد الفساد المالى والسياسى الذى سيطر على الاقتصاد، وكبل الحريات ثم تنتقل إلى عصابات مسلحة تنشئ كانتونات مبنية على عصبيات دينية أو عشائرية أو اجتماعية أو جغرافية، وتسير ببطئ أو بسرعة حسب الظروف إلى مصير الدولة الفاشلة التى يصعب علاجها، وقبل تقسيمها إلى دويلات وليس فقط عصابات يحارب بعضها البعض.

إن مهمة القوات المسلحة فى كل دول العالم هى فقط الدفاع عن الدولة ضد أى عدو خارجي، وليس الدفاع عن الحكومة ضد الشعب الذى يقتطع من قوته ليعزز ويعيل، ويسلح ويجهز هذا الجيش، أما فى مصر فمن آن لآخر تظهر مجموعات من الجيش تكافئ الشعب الذى يطعمهم ويسلحهم بأن ينقلبوا عليه ويسلبوه حريته وقوته، بل ومستقبله ويفرضوا وصايتهم بعنف واستعلاء وقسوة على هذا الشعب الذى يطعمهم من دمه وقوته.

أقول: إن كل من يتنفس بهواء مصر ويشعر ويفهم المصير الذى انحدرت إليه البلاد المجاورة سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، وكلها أصبحت إما دولا فاشلة أو أن كلا منها فى طريق لا رجعة فيه لتكون دولا فاشلة، تتقاتل فيها الأعراق، والمذاهب، والقبائل، والمدن المختلفة، ناهيك عن عصابات اللصوص واستباحة الأعراض والأموال.

إن كل مصرى يخشى هذا المصير يجب أن يكون على استعداد أن يتخلى عن كثير من حقوقه؛ لينقذ مصر من هذه الزمرة التى لا خلق ولا وطنية لها.

أنا لا أدعى أن الجيش المصرى فاقد الوطنية وفاسد، ولكن أقول بوضوح: إن بعض قياداته المتحكمة فيه هى كذلك، وأخاطب “المخلصين” من هذا الجيش، وأقول لهم: إن تمسكنا بالشرعية هى لحمايتكم وحماية ذريتكم وأبناء مصر جميعًا من المصير الذى تجرفنا هذه الفئة إليه، فإن كان منكم من يريد إعادة ترتيب الأوراق والتجاوب مع حقوق هذا الشعب ومصالحه فليس هناك شرعية أخرى تقف أمام ذلك أو تعارضه، ولا بد أن تكون هناك وسائل كثيرة لتثبيت الشرعية فى فترات تختلف عن الوسائل فى فترات أخرى.

ولذلك أذّكر بالآية الكريمة (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله)، وأنا جاهز ومستعد لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها وقادر على ذلك إن شاء الله”.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 2

Latest Images

Trending Articles



Latest Images